بتنظيم من كليات العلوم والعلوم الطبية والصيدلة والصحة العامة والمركز الصحي الجامعي والمعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنواوجيا في الجامعة اللبنانية، انعقد مؤتمر (Bio Beirut 9) في علم المناعة والأمراض السرطانية بدورته التاسعة، وذلك في مدينة رفيق الحريري الجامعية – الحدث – قاعة المؤتمرات.
وحضر الافتتاح النائب الدكتور فادي علامة ممثلًا رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه برّي (راعي المؤتمر)، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، عميد كلية العلوم البروفسور بسام بدران، عميد كلية العلوم الطبية البروفسور بيار يارد، عميد المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوحيا البروفسور فواز العمر، عميدة كلية الصحة العامة البروفسورة حسنا بو هارون، عميد كلية الصيدلة البروفسور عاصم القاق، ممثل نقيب الأطباء الدكتور دريد عويدات، العقيد متري النمار ممثلًا قائد الجيش العماد جوزيف عون، إضافة إلى ممثلين عن الأجهزة الأمنية وعدد من الأساتذة والطلاب.
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة اللبنانية، تلت الدكتورة ميشيلّا خصيبي كلمة ترحيبية بالحضور ونقلت من خلالها تنويه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بجهود المؤتمرين في مجال الأبحاث العلمية الهادفة إلى الارتقاء بالمعرفة وخدمة المجتمع وتمنيّاته لهم بدوام التوفيق والنجاح في تأدية رسالتهم النبيلة.
ثم كانت كلمة لعميد كلية العلوم البروفسور بسام بدران شدد فيها على أهمية هذا المؤتمر وأهدافه التي تسعى إلى الارتقاء بالبحث العلمي وبالجامعة اللبنانية في سلّم التصنيفات العالمية والعربية.
ونوّه العميد بدران بالدور الذي يلعبه رئيس الجامعة البروفسور أيوب "الذي يقود الجامعة من نجاح إلى نجاح رغم دقة الظروف ليصبح عجَر موازنتها صفرًا بعدما كان يقارب الـ 90 مليار في وَطن يتجه فيه كل شيء نحو الانهيار".
وأضاف العميد بدران: "إنّ الجامعة اللبنانية تثبت يومًا بعد يوم بأنها صرحٌّ علمي تعليمي ينير الدرب أمام جيل الشباب وَيُسهم في تثبيتهم في وطنهم وَيمكّنهم من المشاركة في بناء هذا الوطن الذي صمَد وما زال في وجه كل المؤامرات والمكائد التي استهدفت أرضه وشعبه ووحدته وتاريخه".
من جهته، اعتبر البروفسور أيوب أن انعقادَ هذا المؤتمر يعكسُ حالةَ التأهب الدائم واليقظة المستمرة للجامعة اللبنانية لمتابعةِ ومواكبةِ كل ما يتعلّق بالإنسان ورُقيّه، مؤكدًا أنَّ هذا هو الدور البديهي والطبيعي لمنابرِ العلم التي تنطلق منها الأفكار المرتبطة بجوهرِ الوجود الإنساني.
ولفتَ البروفسور أيوب إلى أن التعمقَ في مواضيعِ الرعايةِ الصحية هو أمر مهمّ في زمنٍ كَثُرَت فيه المسبباتِ والعوامل المساعدة على انتشار الكثير من الأمراض لا سيما السرطانية، وهذا مرده لكثرةِ الأوبئة والأمراض والحروب وتداعياتِها وآثارِها السلبية التي تنعكس على البيئة والإنسان معًا.
وحذر البروفسور أيوب من خطر ارتفاع نسبة تلك الأمراض إذا لم نبادر لابتكارِ وسائل وأساليب تَحدُّ من حجمِ تفشّيها، وأضاف: لتحقيقِ ذلك لا بدَّ من بذل المزيد من الجهد والتعمّق في الأبحاث والدراسات وحثّ المنظمات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني للسعي مع الجهاتِ المعنية لنشر التوعية للحدِّ من ازدياد المُسببات المساعدة.
النائب فادي علامة ألقى كلمة الرئيس نبيه بري الذي جدد ثقته العالية بالجامعة اللبنانية وقدراتها وتصميمها على التفوّق دومًا في مختلف كلياتها.
وإذ شدد على أهمية المؤتمرات العلمية والبحثيّة ومعالجة أسباب انتشار الأمراض، لفت علامة إلى أن الرئيس بري يعتبر أن انعقاد المؤتمر في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها لبنان يعبر عن مسؤولية وطنية عالية هي اليوم أحوج ما نكون إليها لأن العلم هو مدخل الانفتاح على الآخرين الذين يتشكل منهم نسيج هذا الوطن بكل تشعباته السياسية والطائفية والمذهبيّة، وقد أثبتت كل التجارب أن لا بديل عن الحوار والوحدة الوطنية لحلّ كل الأزمات وحالات الانجرار نحو الفتنة والتي يحاول البعض اليوم استغلال الظرف من أجل إشعالها.
وأضاف: "لأننا جميعًا محكومون بالحديث بلغة وطنية بعيدة عن المذهبية، نحن ندعو إلى الإسراع بتشكيل حكومة قادرة على وضع الخطط الطارئة وتنفيذها وتشكيل خلية أزمة تُبقي اجتماعاتها مفتوحة لمعالجة الأزمة التي نمرّ بها، والفرصة لا تزال سائحة لإخراج لبنان من غرفة العناية الفائقة إلى مرحلة العلاج".
وأشار علامة إلى أن الرئيس بري عوَّل على دور الجامعة الوطنية ليس فقط كشكلِ من أشكال المشاركة في بناء الوطن بل أيضًا في رسم صيغة ترتبط بمستقبل الشباب المهني، معتبرًا أن المشكلة اليوم تكمن في توظيف طاقات آلاف الخريجين للمساهمة في بناء الدولة والمجتمع حيث نطمحُ للانطلاق نحو الدولة المدنية وإقرار قانون انتخابي يقوم على أساس النسبيّة - لبنان دائرة واحدة، إضافة إلى تخفيض سنّ الاقتراع لمشاركة أوسع للشباب الذي يشكل النواة لبناء دولة حديثة وعادلة تقوم على أساس الكفاءة لا المحاصصة.
وفي الختام، جدد علامة باسم الرئيس بري دعم الجامعة اللبنانية لتبقى جامعة الوطن وخزان الطاقات على مستوى الكادرات العلمية والطلابية .