وقّعت الجامعة اللبنانية ممثلةً برئيسها البروفسور فؤاد أيوب اتفاقية تعاون مع المديرية العامة للأمن العام ممثلةً بمديرها اللواء عباس ابراهيم، وذلك بحضور وفد من ضباط الأمن العام، عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية البروفسور كميل حبيب، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية البروفسور أحمد رباح، مديرة مكتب العلاقات الخارجية في الجامعة الدكتورة زينب سعد، الدكتور زياد سلامة من مكتب العلاقات الخارجية، وأعضاء أكاديمية سيسكو ورؤساء الدوائر في الإدارة المركزية.

بعد الافتتاح بالنشيد الوطني ونشيد الجامعة ونشيد الأمن العام، رحّب البروفسور أيوب بتوقيع الاتفاقية مع المديرية العامة للأمن العام، والتي تهدف إلى تبادل الخبُراتِ والمعلوماتِ العلميةِ والتقنية ووضعِ الدراساتِ والأبحاثِ العلميةِ والفنيةِ المشتركة، إضافة إلى تبادُلِ برامجِ التأهيلِ المختلِفة والاستفادةِ من المختبراتِ والمراكزِ البحثيةِ القائمةِ لدى الفريقين لإجراءِ أبحاثٍ مشتركةٍ سعيًا إلى التكامُل بين المؤسساتِ العامة وإعدادِ كوادرَ علميةٍ متخصصةٍ تعملُ على خدمةِ الوطنِ والمواطن، تحقيقًا للأمنِ والتطورِ العلمي.

وأشار البروفسور أيوب إلى إنّ الجامعةَ اللبنانية تحرِصُ على أن يكونَ هذا التعاونُ مُثمرًا يشملُ محاضراتٍ ووُرَشِ عملٍ وتدريبٍ لضباط وعناصر الأمن العام بهدف تعزيز القدرات العلميةِ والتقنيةِ لديهم وفقًا للبرامجِ الأكاديميةِ الحديثةِ المتوفرةِ في الجامعة، فضلًا عن الانفتاحِ على التطورِ العالمي في مجالِ التعليم العالي عبرَ اتفاقياتِ التعاونِ القائمةِ مع الجامعاتِ الأجنبيةِ والمؤسساتِ البحثية، المحليةِ منها أو الدولية.

وأكّد البروفسور أيوب أنّ استكمالَ مسيرةِ النهوضِ بالوطن تستوجب العملَ الدؤوبَ والمشتركَ بين مؤسساتِ القطاعِ العام، مشيرًا في هذا السياق إلى الدورُ الرياديُ للجامعةِ اللبنانية ومؤسسةِ الأمن العام في إعلاءِ شأنِ الوطن وحمايتِه وتحصينِه علميًّا وأمنيًّا.

وأضاف: إن جنودَ العلمِ وجنودَ الأمنِ في كِلا المؤسستين هم جنودُ المعرفةِ والكرامة الذين يعملون بصمتٍ انطلاقًا من محبتِهم لوطنهم وإيمانًا منهم بقُدْسِيتِه واستكمالًا لتاريخٍ عريقٍ من الثقافةِ والحضارةِ والتطور، لافتًا إلى أن الجامعةَ اللبنانية ومؤسسةَ الأمنِ العام تساهمان عبرَ تعاونِهما في استكمالِ مسيرةِ تطويرِ العلمِ والمعرفة بما يُعززُ القدراتِ التقنية المتطورة.

وفي ختام كلمته، أمل البروفسور أيوب اتساع آفاق هذا التعاون، تَجْسيدًا للأهدافِ المشترَكة التي جمعت المؤسستين وتحقيقًا لما نَرْتجي منْ خيرٍ لوطنِنا وللإنسانِ فيه.

من جهته، قال اللواء ابراهيم في كلمته: "عندما أقف في مبنى الإدارة المركزية للجامعة اللبنانية، تأخذني الذاكرة إلى مرحلة بدايات تأسيس هذا الصرح الكبير الذي اقترن اسمه باسم الوطن فكانت الجامعة اللبنانية جامعة لكل الأجيال من الشمال إلى الجنوب ومن بيروت وجبل لبنان إلى البقاع، وكانت بالفعل والقول الجامعة التي تصهر الشباب وتعزز مهاراتهم وتصقلهم ليكونوا بُناة المستقبل وحُماة البلاد.

وأضاف: "تذكرني هذه المناسبة أيضًا بكلام وزير الخارجية الأسبق حميد بك فرنجية عام 1948خلال حفل اختتام مؤتمر الأونيسكو الثالث في بيروت حين قال: إن لبنان يأمل أن يرى في هذا المكان جامعة لبنانية تكون روحها الأونيسكو، فتحققت هذه الرغبة بدءًا من عام 1951حتى صدور المرسوم التنظيمي للجامعة عام 1959، فتطورت تباعًا وباتت تنتشر في مختلف المحافظات اللبنانية وهي اليوم من أكبر الجامعات في الشرق الأوسط وأهمّها.

ولفت اللواء ابراهيم إلى أهمية توقيع اتفاقية تعاون مع الجامعة اللبنانية التي تقدم دورات تدريبية في مجالي المعلوماتية والاتصالات للمؤسسات من ضمن منهاج أكاديمية سيسكو ( CISCO ) ، متمنيًا أن تمتد الاتفاقية لوقت طويل ليتمكن طلاب الأمن العام في المستقبل من الاستفادة من مضمون هذا البروتوكول مهنيًّا وتقنيًّا وانعكاس ذلك إيجابًا على تطوير عمل الأمن العام في حقول التدريب وتعزيز المهارات البشرية.

وإعلن اللواء ابراهيم أن اتفاقية التعاون تشمل اجراءات تدريبية متعددة، منها تفعيل تبادل الخبرات والمعلومات العلمية والتقنية، وضع الدراسات الفنية وتبادل برامج التأهيل المختلفة، الاستفادة من المختبرات ومراكز الأبحاث لإجراء الدراسات المشتركة، على أن توافق الجامعة اللبنانية على قبول طلبات الأمن العام للتسجيل في الاختصاصات المتوفرة لديها ويمكنُها أن تنشئ اختصاصات مكملة وذات اهتمام مشترك بناءً على الضرورات واستنادًا للحاجات.

وشدّد اللواء ابراهيم على أهمية هذه الاتفاقية لأنها تشكل خطوة نوعية وإضافية على طريق تطوير أداء المديرية ومنتسبيها، وذلك في ترجمة مباشرة وعملية لخطط التطوير التي وضعتها المديرية العامة للأمن العام منذ عام ۲۰۱۱ وعلى المديَين المتوسط والطويل، وهي تأتي لتكون لبنةً أساسية في بناء الهيكلية التكنولوجية، كما أنها تشكل عنصرًا حيويًّا لتعزيز مهارات الأمن العام وجعله مؤسسة رائدة تلبي طموحات اللبنانيين وتساهم في ضمان الأمن للبلاد.

واعتبر اللواء ابراهيم أن ما يزيد من قيمة الاتفاقية أنها مع الجامعة اللبنانية العريقة، لافتًا إلى أن توسُّع المديرية في اتفاقيات التعاون مع الصروح الأكاديمية ياتي إنفاذًا لقرار رفع مستوى الأداء والكفاءة في شتى المجالات التي أناطها القانون بالمديرية العامة للأمن العام.

وشكر اللواء ابراهيم رئيس الجامعة اللبنانية والعاملين فيها ومسؤولي اكاديمية سيسكو وأعضاء اللجنة المشتركة الذين كان لهم الدور الأساس في إخراج هذا البروتوكول إلى النور، آملا تحقيق تعزيز القدرات التقنية في المديرية.

وفي الختام، تبادل البروفسور أيوب واللواء ابراهيم الدروع التكريمية.