كرّم مختبر علم النفس الاجتماعي في مركز أبحاث معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية المفكّر الثائر والمحلّل النفسي الراحل مصطفى صفوان، وذلك من خلال استضافة المفكّر الدكتور مصطفى حجازي الذي ناقش أهم القضايا الفكرية للراحل وعرض شهادة شخصية به.
وحضر حفل التكريم عبر منصة (CRSS-UL - MS Teams) رئيسُ مركز الأبحاث في المعهد الدكتور حسين أبو رضا ومنسّقة مختبر علم النفس الاجتماعي الدكتورة رجاء مكي وحشد من الأساتذة وطلاب الماستر والدكتوراه ومتخصصون في مجال علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا.
افتتحت الندوة الدكتورة مكي مرحبة بالحضور وبالمفكر حجازي، واصفة المُكرّم الراحل بصانع المعرفة بشغف أمام من آمن بهم من الشباب وجميع الفئات.
من جهته، استهلّ الدكتور حسين أبو رضا كلمته بشُكر الضيف على تلبية الدعوة، وتطرّق إلى رسالة مركز الأبحاث في معهد العلوم الاجتماعية التي قامت من أجل بناء معرفة قادرة على فهم المجتمع بدينامياته ورصد تغيّراته من خلال رؤية وقراءة تنموية مستدامة.
كما أكّد الدكتور أبو رضا على رسالة المركز الساعية إلى تحقيق انفتاح أكاديمي وخبراتي هدفه خدمة السياسات الوطنية من منظور علمي، وإعداد طاقات بشرية متخصصة تملك خبرات التفاعل مع متطلبات محيطها في ميادين العلوم الاجتماعية كافة.
واعتبر الدكتور أبو رضا أنّ مصطفى صفوان لم يأخذ حقه في العالم العربي كما حصّله في أنحاء العالم، إمّا بسبب عدم ترجمة كثير من أعماله أو عدم الاهتمام الجدي لمنظورات التحليل النفسي، لافتًا إلى أن هذا التكريم يهدف أيضًا إلى تكريم المركز وأساتذة وطلاب العلم والمعرفة في الجامعة اللبنانية بلقاء القامة العلمية الدكتور مصطفى حجازي الذي عايش وشارك مصطفى صفوان في الإطار البحثي والعلمي.
وفي مداخلته، تناول الأستاذ الدكتور مصطفى حجازي ثلاثة محاور تتعلّق بالعالِم مصطفى صفوان الذي يشكّل أحد الأعلام الكبار والمرجعية في حياة جيله.
وقال: "كان صفوان فيلسوفًا وعالم منطق وعالم ألسُنية وفقه اللغة والقانون، فهو موسوعة متنقلة وحيّة، علّمنا كيف نكتب وكيف ننتقد، فعندما يطرح مشكلة كان يأخذنا في رحلة غنية فكريًا في المنطق والفلسفة والأدب والتصوّف، وكان حين ينتقد، يقدّم نقده على شكل إثارة تساؤلات وليس على شكل إلقاء احكام قطعية فوقية".
