أطلقت مؤسسة إيناس أبو عياش الخيرية جائزة ايناس ابو عياش في مجال الحقوق، برعاية وحضور وزير العدل سليم جريصاتي، في قاعة كمال جنبلاط في كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية (الفرع الاول) في مجمع رفيق الحريري الجامعي – الحدث، بحضور وزير الدولة لشؤون المرأة جان اوغاسبيان، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد ايوب، رئيسة مؤسسة إيناس أبو عياش السيدة إيناس أبو عياش، عميد كلية الحقوق والعلوم السياسيو والإدارية في الجامعة اللبنانية الدكتور كميل حبيب، القاضي الدكتور مروان كركبي، المحامي الأستاذ محمد مطر وعدد من الأساتذة وموظفي الكلية والطلاب.
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة اللبنانية، رحّبت الدكتورة نعمة مكّة بالحضور وأشارت إلى أن رؤية مؤسسة إيناس أبو عياش هي مشروع ريادي عصري، يحاكي قصة عشق للإبداع وينمي ثقافة التنافس والإبتكار، ويساهم في تطوير القدرة على تحقيق الأحلام والطموحات.
مطر
ألقى الأستاذ محمد مطر كلمة قال فيها:" لقد طلبت مني رئيسة الجمعية السيدة إيناس أبو عياش أن أشارك طلاب الحقوق تجربتي كمحامٍ عاملٍ في لبنان وخارجه، وعليه فإني أخاطبكم زملاء المستقبل."
وأضاف:"لا تكون تجربةٌ إلا في بيئة، والبيئة التي يفترض أن يمارس أي محامٍ مهنته فيها هي بيئة حكم القانون. وحكم القانون هو عدم جواز ممارسة سلطة الدولة اعتباطاً أو تعسّفاً وفي هذا رفضٌ لمفهوم حكم الرجل إزاء حكم القانون، فعلى القوانين أن تكون أولاً بمفعول مستقبلي، ثانياً سهلة المنال والوصول إليها وثالثاً أن تكون واضحة."
كم أكّد على ضرورة التعاون بين المحامين والقضاة والسعي دوماً إلى إعلاء الغاية النهائية للقانون باعتبار أنهم جميعاً عملاء في خدمة تحقيق العدالة، وقوام هذا المساءلة والمحاسبة من داخل المؤسسات وخارجها، وفي محاربة الفساد وفي حماية فصل السلطات وتفعيل الرقابة الشعبية عبر الدفاع عن الحريات العامة الأساسية.
كركبي
ثم كانت كلمة للقاضي الدكتور مروان كركبي قال فيها:" إن الاستقلال فضيلة لا يقتنع بها الناس دائماً، ويحاولون الالتفاف حولها إذا اقتضت مصلحتهم ذلك. فغالباً ما يحاولون مراجعة القاضي بشأن قضاياهم بحجة شرح وجهة نظرهم علّه يقتنع بها، وهنا يبرز دوره في صدّهم بلباقة وحكمة، فيعودهم على نهجه في العمل ويشعرهم باستقلاله ومناعته وعدم تأثره بما يبدونه من آراء وحجج خارج نطاق المحاكمة."
وأضاف:" على القاضي أن يكون مستقلاً تجاه زملائه مهما علت مرتبتهم ومركزه، وتجاه أصدقائه وأقاربه، ويجب ألا يسعى إلى الشكر والثناء والشعبية بل فقط أن يكون أهلاً للثقة والإحترام."
في النهاية توجّه إلى القضاة المبتدئين، فأوصاهم بتجنب التمسك المفرط بألقابهم وامتيازاتهم، فلا تأخذهم النشوة من وضعهم الجديد.
أبو عياش
ثم كانت كلمة لرئيسة مؤسسة أبو عياش الخيرية السيدة إيناس أبو عياش توجّهت من خلالها لطلاب كلية الحقوق، فوصفتهم بالمميزين، إذ تقوم مهنة المحاماة على إنصاف المظلوم.
وتابعت:" إذا آمنتم بجمعية ايناس أبو عياش بصدق، ووضعتم يدكم بيدها أعدكم أننا سنحاول تأمين البيئة المناسبة للجامعة اللبنانية، وبالتعاون مع البروفسور فؤاد أيوب والوزير سليم جريصاتي، وخلق دولة من أهم الدول في المحاماة."
واعتبرت أن القضية التي يحملها الإنسان هي سلاحه، فلتكن قضيتنا تحقيق العدالة وإنصاف المظلومين والوصول إلى دولة القانون والعدل.
أيوب
ألقى رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب كلمة قال فيها:" ليسَتْ المرّةُ الأولى التي تَطِلُّ بها جمعيةُ إيناس أبو عياش على الجامعة اللبنانية، فقد حمَلَ العامُ الماضي أولَ نشاطٍ لها، وكانت الجائزةُ للطالبة المتميزة فاطمة مازح من كلية الهندسة التي فازَتْ بمشروعِها الذي قدَّمَتْه وكان موضوعُهُ " تَوَقُّعُ حرائق الغابات عن طريقِ استشعارِ جهاز التوقُّع البصري.""
وتابع:" هذه المبادرةُ السنويةُ التي تقوم بها جمعيةُ إيناس أبو عياش لها دلالاتُها المتعددة، والتي تحملُ أكثر من معنىً يُشيرُ إلى أهدافِ هذه الجمعية التي عاماً بعد عام تُولي العلمَ وأهلَه أهميةً كُبرى عَبرَ تشجيعِ الطاقات والمواهب المتميزة، كما تؤكدُ عمْقَ الترابُط والعلاقةِ مع الجامعة الوطنية التي ندرك حجم مكانتها عند أهلِ هذه الجمعية."
أردف:"ولا شكَّ بأن هذه الجائزةَ التي يتم تقديمها لطالبٍ أو لطالبين في الجامعة تفتح المجالَ أمامَ الطلاب لمزيدٍ من التحْفيزِ وتنْميةِ القدراتِ لديهم، وتدفَعُهُم لِبَذْلِ جهودٍ مضاعفة في مجالِ البحث."
وأشار إلى ن هذا النوعَ من التشجع من قِبَل بعض الجمعيات وهيئات المجتمع المدني لطلابٍ في الجامعات له نتائجُهُ الإيجابية التفاعلية التي من شأنِها أن تُعمِّق الصلةَ بين الأهل والطلاب وتُشكِّلُ فُرَصاً لمجالاتٍ كثيرةٍ من التعاون، خاصةً وإن الشباب هم الذين تُعَلَّقُ عليهم الآمال المستقبلية في تطويرِ سُبُلِ الإنتاجِ والتقدُّم الحضاري.
أضاف:" نُقَدِّر لجمعية إيناس أبو عياش هذه البادرة الكريمة، كما نُقَدِّرُ لها دورَها الإجتماعي الخيري والإنساني، وهذا يأتي في صلب العملِ القِيْمي الذي يحتاجُه مجتمعُنا، وإن التطلُّعَ إلى آمالِ الشباب هو من الأهداف السامية التي يَرقى إليها الإنسانُ في حياته دون هدفٍ، سِوى التشجيعِ والمساهمةِ في إنماءِ القدرة العلمية للأجيال."
وشكر معالي الوزير العدل راعي هذا النشاط، كما شكر معالي الوزير أوغسابيان لحضوره ومباركته، وشكر رئيسةَ وأعضاء جمعية إيناس أبو عياش الخيرية متمنياً لها دوامَ العطاء والمزيدَ من النجاحِ لما فيه خير أبنائِنا.
حبيب
ثم كانت كلمة لعميد كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور كميل حبيب قال فيها:" إن كلية الحقوق والعلوم السياسية هي الكلية الكيانية التي تسكن الوطن، مستشارة الجمهورية في عهد الرئيس القوي العماد ميشال عون، القوي بوحدتنا الوطنية وبتنوعنا وبمحبتنا للبنان."
وتابع:" نحن في هذه الكلية لا ندخل بمنافسة مع أحد، لأننا منجزون ولأننا الأوائل. الأوائل في معهد الدروس القضائية، والأوائل في نقابتي المحامين، والأوائل في المعهد الدبلوماسي، والأوائل في مجلس الخدمة المدنية. نحن أيضاً السبّاقون في ربط خريجينا بسوق العمل من خلال إنشاء ماسترات مهنية في تخصصات التخطيط والإدارة والمنظمات الدولية والوظيفة العامة وإجراءات العقد."
أضاف:" طلابنا عندهم الجرأة أن يحلموا، كمؤسسة أبو عياش. وهم موزّعون على مساحة الوطن يدافعون عن المظلومين، فهم يعرفون معنى الظلم عندما غاب عن بعض السلطة السياسية أهمية الجامعة اللبنانية في وحدة لبنان."
أوغاسابيان
أما وزير الدولة لشؤون المرأة الأستاذ جان أوغاسبيان فقد ألقى كلمة شجّع من خلالها الطلاب على المشاركة في المسابقة التي تقيمها جمعية ايناس أبو عياش الخيرية، وحثّهم على العمل والإبداع وابتكار مشاريع، مشدّداً على دعم الجمعية لهم في أي خطوة جدية يتوقون إلى الإستمرار والوصول بها إلى أعلى المستويات.
كما شرح أوغاسبيان تفاصيل المسابقة، إذ سيتم اختيار المشاريع المرشحة في الجامعة خلال شهر آب الجاري، ثم يتم عرضِها على لجنة متخصصة من كلية الحقوق والعلوم السياسية في شهر أيلول ثم يتم الإعلان عن المشروع الفائز بجائزة إيناس أبو عياش في شهر تشرين الأول.
جريصاتي
توجّه وزير العدل الأستاذ سليم جريصاتي إلى الطلاب قائلاً:" أنتم النواة التي نأمل ونعوّل عليها من أجل بناء الدولة القادرة والقوية في جميع المجالات والميادين، فمن دونكم ومن دون جهودم لا يمكن للبنان أن يقوم ولا يمكن للبنان أن يتقدم ويتطور، لأن تطور المجتمعات والشعوب يقاس بما تقدّمه لأنفسها وأوطانها والحضارة الإنسانية من إبداعات وإنجازات وخدمات تساهم في إرتقاء الإنسان إلى القمة في سلّم القيم المجتمعية."
وأضاف:" أشكر السيدة إيناس أبو عياش لأنها أخذت المبادرة وخصصت جائزة مالية لمبدعٍ من بلادي تحفّزه على الإستمرار في الإبداع وتحفّز زملائه على حذو حذوه، ثانياً لأنها بهذه المبادرة ترسي ثقافة التكريم في بلادنا كسلوك بحاجة إلى أن يتجذّر في فكرنا ومزاجنا وممارستنا، لا لشيء إلا لأن الإنسان مفطور على التقدم إن أراد أن يعيش إنسانيته، وأن مؤشرات التقدم إنما يجدها في تقدير الغير لما يقوم به، من دون تزلف أو محاباة أو مجاملة أو منّة.
كما تمنّى لكل فرد النجاح وإستمرار التألق والإبداع لرفع اسم لبنان عالياً في العالم.
