اعتلى المسرحي موريس معلوف الخشبة في "كلّيّة الإعلام" في فرعها الثاني، وذلك نهار الثلثاء 14 تشرين الثاني 2017، واجتمع بطلّاب السنتين الأولى والثّالثة لساعتين من الوقت. وأسقط أقنعته الإحدى عشر على الطّاولة، تلك الّتي أبرزَها في مسرحياته.

كان من المفترض أن يتموضع اللّقاء حول تاريخ المسرح أوّلًا، ومسيرة معلوف الفنّيّة ثانيًا، وصولًا إلى النصّ النقدي المسرحي وشروط كتابته، غير أنّه اكتفى بعرض نشأة المسرح وتطوّره ولمحة سريعة عن خبرة معلوف واعدًا صحافيّي الثالثة بلقاء ثانٍ يفنّد فيه النّص النقدي المسرحي.

بدأ المسرحي عرضه بمفهوم التواصل القديم بين النّاس. ومن محاكاة الإنسان للشمس والهواء إلى محاكاة الفعل، استطاع الإنسان الأول أن يعبّر بالحركات والرّقص وكانت بداية المسرح الإيمائي. "والدراما هي محاكاة للفعل وعلى الفعل أن يكون جدّيًّا أي هادفًا، متكاملًا يتضمّن بداية وتكملة ونهاية، ومتناسقًا ومترابط و متماسك الأجزاء.
وعرّف معلوف بالتراجيديا شارحًا أنّها تعالج مواضيع تلمس الإنسان الّذي يريد أن يطوّر نفسه. وتوقّف عند أربعة مسرحيين يونانيّين آشيل، سوفوكل، أريستوفان، وأوريبيد. وتكلّم عن أعمال مسرحيّة يونانيّة أهمّها "أنتيغون" لسوفوكل مشدّدًا على أهميّة دور الشّباب في تغيير الواقع مستشهدًا بالبطلة الّتي قامت بثورة لتغيّر النظام السائد. وعلّق معلوف: " أنا ثورجي وباخد زخم منكم إنتو الشباب".

وتابع مونولوغه متطرّقًا إلى مسرحية "ليزيستراتا" للمسرحي اليوناني أريستوفان الّتي تكلّمت مشاهدُها بطلاقة عن الجنس كما ذكّر بأحداث المسرحيّة مشيرًا إلى الدّور الأبرز الّذي لعبته النساء في إجبار أزواجهنّ بوقف القتال في الحرب من خلال إغوائهم وإغرائهم وإرغامهم على توقيع عقد يلزمهم بوقف الذهاب إلى الحرب. وتحقّقَ السّلم.

واختلفت المواضيع باختلاف الحقبة، فالمسرح الرّوماني نقل الحرب والقتل والإجرام بالتزامن مع الحروب الرّومانيّة. وفي القرون الوسطى احتكرت الكنيسة المسرح لتروّج لتعاليمها وطردت من لا يشاركها الخطّ نفسه، الأمر الّذي ساهم في انتشار المسرح ليظهر بعد ذلك المسرح المرتجل مع الكوميديا ديلارتي. وخصّص معلوف الشق الأخير من تاريخ المسرح للتحدّث عن أعمال شيكسبير، وعلّق قائلًا:"لو السّياسيّين بيقرو شيكسبير ما كانو تصرفو هيك".

وانتهى المشهد الأخير من الّلقاء بلمحة عن مسيرة معلوف المسرحيّة. البداية كانت في أوائل السّبعينات من القرن الماضي حين قدّم مسرحًا جديدًا من حيث النّوع في لبنان وهو المسرح الإيمائي. ويعتبر معلوف مؤسس هذا النّوع المسرحي الذي يصفه ب"الصامت والمعبّر والقويّ". وقدّم "فرحة عريس" على طبق مسرحي انتظر فيه المشاهدون كلمة واحدة من الممثلين ولم يسمعوها.

انتهت المسرحيّة والطلّاب ينتظرون العرض المقبل مع المسرحي موريس معلوف حول النّصّ النقدي المسرحي وشروط كتابته.