مركز المعلوماتية القانونية
صفحة الاستقبال |
للاتصال |
العلاقات الدولية |
إحفظنا |
بريد إلكتروني
ع
|En
|Fr





نشرة إخبارية

مباراة الدخول
مباراة الدخول إلى مختلف كليات الجامعة اللبنانية للعام الجامعي 2022-2023
الدعم - معلوماتية 
يمكنكم تحميل بعض البرامج (Freeware Software) من هذه الفقرة.
+ التفاصيل
6/3/2017 - حلقة بحثية ومحاضرة للعميد الركن شامل روكز بعنوان:" دور الجيش اللبناني والمجتمع المدني في مكافحة الارهاب"


 

 

 

 

بحضور ورعاية رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، افتتح مختبر الأنثروبولوجيا في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية أولى حلقاته البحثية مستضيفاً العميد الركن شامل روكز في ندوة بعنوان "دور الجيش اللبناني والمجتمع المدني في مكافحة الإرهاب"، بحضور عميدة المعهد الدكتورة مارلين حيدر نجّار ورئيسة مركز الأبحاث في المعهد الدكتورة مها كيال، كما حضر اللقاء عدداً من عمداء الجامعة اللبنانية، بالإضافة إلى نخبة من الأساتذة والباحثين في العلوم الاجتماعية والعلوم التربوية والاتصالات، ولفيف من منظمات المجتمع المدني، وعدد من طلاّب الجامعة اللبنانية لا سيّما في اختصاص العلوم الاجتماعية.

 

استهلت الندوة بكلمة ترحيبية للحضور جميعاً باسم مركز الأبحاث في المعهد من منسقة مختبر الأنثروبولوجيا في المركز الدكتورة ندى الطويل، منوّهة بدور رئيس الجامعة الذي أولى منذ استلامه رئاسة هذا الصرح الفكري والثقافي والعلمي الوطني اهتماماً خاصاً وحرصاً دائماً على دعم كل ما يمت إلى تطوير عمل معهد العلوم الاجتماعية، شاكرة الجميع على الحضور، كما تطرّقت إلى جهود عميدة المعهد التي تحرص على المتابعة الدقيقة والتطوير الهادف إيماناً منها بدور المعهد كما بإرثه الانساني والفكري الكبير.

 

 

 

كلمة عميدة معهد العلوم الاجتماعية

 

الدكتورة مارلين حيدر نجار

 

          بدأت العميدة الدكتورة نجار كلمتها بالترحيب بالعميد الركن شامل روكز معبّرة عن سرورها لوجوده اليوم في هذه الندوة، كما رحّبت برئيس الجامعة البروفسور فؤاد أيوب الذي يكرم المعهد برعايته وحضوره وتشجيعه الدائم للعلم والمعرفة والبحث الهادف لإنماء جامعتنا الوطنية وحكماً الوطن، كما رحّبت بالعمداء والأساتذة والطلاب وكامل الحضور، وقالت " اعتدنا السعي الدائم كلما سنحت لنا الفرص والإمكانات أن نفعّل اللقاءات الأكاديمية التي نجد أنّها تعطي إضافة هامّة للبحث العلمي وللتفكير. واليوم نحن نتطرّق لموضوع شائك على مستوى الوطني وعلى المستوى البحثي يتقاطع بين مجالي أنثروبولوجيا الأزمات وأنثروبولوجيا المواطنة. مضيفة: أنّ خبرة العميد الركن الشخصية تضيف الكثير في هذين المجالين، فهو من اختبر بتجربته الفعلية موضوع الإرهاب عن قرب. نحن نعلم في الأنثروبولوجيا أنّ المعايشة هي من أهم تقنيات البحث والاختبار الحقلي، والتجارب الواقعية هي أصدق معطيات المعرفة، فأنثروبولوجيا الأزمات لا تقرأ فعلياً إلاّ من خلال معايشة الأزمات، لذا نتوقّع اكتساب الكثير من المعطيات العلمية الهامّة اليوم، أمّا بالنسبة لأنثروبولوجيا المواطنة فمثال ضيفنا هو تجسيد حي لها".

 

 

 

كلمة رئيس الجامعة اللبنانية

 

البروفسور فؤاد أيوب

 

بدأ الرئيس كلمته بالترحيب بالعميد الركن شامل روكز على منبر الجامعة اللبنانية، كما رحّب بالحضور في رحاب الجامعة الوطنية، لافتاً إلى دور هذا المنبر الذي لم يكن يوماً بمنأى عن منبر المؤسّسة العسكرية، لما في أهداف هاتين المؤسستين من جوامع مشتركة ورؤىً موحدة في رسالة التضحية وصون الوطن. وأشار الرئيس إلى حجم الصلة التي تربط الجامعة الوطنية والجيش اللبناني، والعلاقة التي وطّدت دعائمها اتفاقات تعاون وتبادل معرفي، والتي كان آخرها استحداث برنامج شهادة دبلوم دراسات عليا، "ماستر" في الدراسات الاستراتيجية الذي يتابعه ضبّاط وطلاّب من الجيش والجامعة، في مجالي التدريس والتعلّم. لافتاً إلى أنّ هذه الخطوة ليست سوى محطّة من خطوات سبقتها وخطوات ستليها مشكّلة ركيزة متينة في بناء الثقة المتبادلة والشعور بالمسؤولية، وعنواناً أساسياً في ترسيخ الإحساس بالمواطنية.

 

كما نوّه البروفسور أيوب في هذه المناسبة، بجهود وقدرات الجيش الوطني وما يقوم به من دور بارز وفعّال على مستوى الأمن الوطني من نشر للاستقرار والطمأنينة، مستذكراً النجاحات التي حقّقها في درء مخاطر الإرهاب ونزع فتائله وحماية السلم الأهلي، بالإضافة إلى وقوفه المستمر إلى جانب الجامعة اللبنانية والسهر على أمنها وتوفير الأجواء الآمنة في صروحها وفروعها كافّة.

 

وتطرّق رئيس الجامعة إلى المصاعب الأمنية التي مرّت على لبنان في الآونة الأخيرة، واصفاً إياها بغير العاديّة، منطلقاً من الإرهاب الذي حاول أن يكون له في هذا الوطن موطئاً ينفذ من خلاله لأعمال تهدّد أمنه وسلامته واستقراره، كما عمل على ضرب سمة التعايش التي يتميّز بها هذا الوطن. وعلى الرغم من هذه المصاعب، أثبت الجيش فعالية قدراته بما يمتلك من جهوزية مطمئنة، برزت في غير موقع تجلّى في دفع أثمان باهظة من أرواح أبناء الجيش اللبناني بما قدّمه من شهداء لأجل حمايته وتجنيب أهله مخاطر هذا الإرهاب، ومن خلال اكتشاف خلايا وأماكن معدّة لهذه الغاية، في مناطق لبنانية مختلفة.

 

 ولفت البروفسور أيوب، إلى موقع الأمن الوطني كمسؤولية عامّة وشاملة، وأن الحرص عليه يقع على عاتق الجميع، منوّهاً بدور المجتمع المدني الهام في مجالات التعاون وفي تحصين نفسه وبيئته، والعمل على نشر التوعية. متحدّثاً عن دور الجامعة الذي يشمل بالإضافة إلى التعليم، تعميم ثقافة المسؤولية الوطنية العامّة، لا سيما معهد العلوم الاجتماعية الذي يأتي في برنامجه الانفتاح على المجتمع وهيئاته الأهلية. معتبراً أنّ رسالة الجامعة اللبنانية في تهيئة الأجيال وتعليمها لا تنفصل عن رسالة المؤسّسة العسكرية في الهدف، كونهما يعملان لبناء الوطن وحمايته، وكلاهما يجهد لتوفير مقوّمات النهوض وتمتين الأسس والركائز التي يعتمد عليها.

 

وفي هذا الإطار نوّه البروفسور أيوب بأبناء المؤسّسة العسكرية المزوّدون بالثقافة والمنعة والمعرفة التي يتّصفون بها، سواء كانوا داخل المؤسّسة أم خارجها، وهذا ما يؤكّده اليوم حضور العميد روكز في الجامعة، وهو الذي نعلم حجم تفانيه ووفائه للجيش اللبناني ولمؤسّسات هذا الوطن، وختم الرئيس كلمته بالترحيب مجدّداً بالعميد روكز في جامعته، جامعة كل الوطن.

 

 

 

كلمة منسقة مختبر الأنثروبولوجيا في معهد العلوم الاجتماعية

 

الدكتورة ندى الطويل

 

بعد الترحيب بالمحاضر والرئيس والعمداء كما برئيسة مركز ابحاث معهد العلوم الاجتماعية د. مها كيال وبجميع الحضور من قبل منسقة مختبر الأنثروبولوجيا في معهد العلوم الاجتماعية الدكتورة ندى الطويل في هذه الندوة العلمية التي تقع كما ذكرت، على خط تقاطع ميدانين أنثروبولوجيين مهمين لم يجدا بعد لهما سبيلاً إلى الفكر البحثي الأنثروبولوجي في لبنان وهما : أنثروبولوجيا المواطنة وأنثروبولوجيا الأزمات، مشيرة إلى دور المواطنة الكامن في تخطي المواطن لهويته المناطقية والدينية الضيقة بهدف الانتماء لمجتمع تربط أفراده رؤى وتطلعات واهتمامات مجتمعية شتى تتجاوز حدود الأنا الضيقة إلى حدود الجماعة الأوسع في الوطن.

 

وتساءلت د. الطويل من هذا المنظور الثلاثي بين المواطنة والانتماء والمشاركة عن سبب تخلي البعض عن هذه القيم وتشكيلهم لبيئة حاضنة للإرهاب، تغذيه وتشرعه وتخيط حوله ثقافة الخوف. ولفتت إلى تقاطع هذه المحاضرة على خط آخر، مع ما يسمى بأنثروبولوجيا الأزمات، مشيرة إلى Harold Lasswell بوصفه أول من استعمل مصطلح الدولة "الحامية" في ثلاثينيات القرن العشرين، إشارة منه إلى الدولة الحامية والقوية في ظل حضور الازمات والتهديدات والاستعداد الدائم للحروب وللنزاعات.

 

وفي هذا الإطار لفتت د. الطويل، إلى أنّه إذا ما ربطنا الانتماء والمشاركة بالحماية تظهر الإشكالية الكبيرة التي عانى وما زال يعاني من عدم تلاقيهما لبنان، الذي عرف الكثير من الخضات الأمنية الكبيرة في تاريخه الحديث والمعاصر، خضّات زعزعت أمنه السياسي والمؤسساتي. مذكّرة أنّ لبنان لم يسلم منذ تأسيسه من الإرهاب، فحدوده الجنوبية كانت ولا تزال عرضة لإرهاب مصدره العدو الإسرائيلي، يصنفه خبراء الارهاب "بالإرهاب المنظّم العابر للحدود القومية" أو "الارهاب السياسي"، لافتة إلى واقع حدوده الشمالية والشرقية، التي أضحت هي أيضاً مخترقة بإرهاب مصدره الجماعات التكفيرية، هذا دون أن ننسى الخلايا النائمة في الكثير من المناطق منه.

 

واعتبرت د. الطويل هذا التزايد المضطرد في عدد وفي حجم الأزمات، جعلنا ننظر اليها على أنها جزء من حياتنا اليومية، فلم يعد السؤال المطروح اليوم "إن كنا سنتعرض لأزمة أمنية "بل" متى ستحصل الأزمة الأمنية".

 

ونوّهت منسقة مختبر الأنثروبولوجيا بالندوة كونها تفتح الباب للقراءة والتحليل على ميادين هامة، لا سيما إن دعمت بسماع تجارب واقعية معاشه من شخصية قيادية في المؤسسة العسكرية، وهو ما يزيد من أهمية هذه المحاضرة أو الشهادة الحية، كما أهمية المحاضر الآتي من عين العاصفة، هو الذي اقترن إسمه بأكثر من عمل عسكري استثنائي ضد الجماعات الارهابية، وهو الذي تحول معه فوج المغاوير إلى رأس حربة في التصدي للإرهاب من مخيم نهر البارد شمالا إلى عبرا جنوبا، مروراً بقرى البقاع وعرسال.

 

          وختمت د. ندى الطويل كلمتها معرّفة بالعميد الركن ذاكرة بعضاً من سيرته شاكرة إياه على مشاركته.

 

 

 

كلمة العميد الركن شامل روكز

 

          بعد الترحيب برئيس الجامعة، وحضرات العمداء، والدكاترة والحفل، أعرب العميد روكز عن سعادته وفخره واحترامه للجامعة الوطنية التي تستضيفه اليوم على منبرها، هذه الجامعة التي تلقّى فيها علومه لعدّة سنوات على مقاعدها، واكتسب منها ما ساعده في عمله في المؤسّسة العسكرية، كما في الدورات التي شارك فيها خارج لبنان، مشيداً بدور أساتذته في الجامعة الذين واكبوه وتركوا أثراً في مسيرته العملية.

 

          أمّا بخصوص الندوة التي ستتناول "دور الجيش والمجتمع المدني في مكافحة الإرهاب"، فقال" الإرهاب، هذه الآفة الكبيرة التي شبّهت بالسرطان، سنتحدّث عن كيفية استئصالها من خلال الجيش والمجتمع المدني، لأنّ خرقها يتمثّل بشكل أساسي من المجتمع المدني"، مستعرضاً مخطط المحاضرة المتضمن لتعريف الإرهاب، وتهديداته، متطرّقاً إلى دور القوّات الخاصّة اللبنانية في مكافحته، مستعرضاً أدوات محاربته، والحرب العالمية عليه، شارحاً لمبدأ الأمن الشامل، ومركّزاً على دور المجتمع المدني في مكافحته.

 

وفي هذا الإطار عرّف العميد الركن روكز الإرهاب بكونه "الاستخدام المتعمّد للعنف الذي يسعى إلى التأثير بحالة المجتمع وبث الذعر بين الناس"، مذكّراً بوجود عدّة تعريفات له منتخباً أحدها، ومعتبراً أنّ خلاصاتها ستكون موضوع هذه الندوة، موضّحاً بأنّ الإرهاب لا دين له، ولا يُمكن وصم الإرهاب بدين معيّن خاصّة أنّ البعض يحاول في الفترة الأخيرة لصق الإرهاب بدين معيّن ووصم دين معيّن بالإرهاب، وهو أمر مخالف للواقع كما أثبت التاريخ.

 

ولقد لفت العميد إلى تعدّد وسائل الإرهاب مذكّراً بأنّ العمليات الإرهابية التي طالت لبنان، كما دولاً خارج لبنان تنوّعت وتعدّدت وسائلها بين التفجيرات، وشاحنات دهس، والسموم ... بالإضافة إلى مئات الوسائل الأخرى التي قد يستخدمها الإرهابيون. كما لفت إلى أنّ ضحايا الإرهاب غالباً ما تكون من المدنيين.

 

 

وأوضح إلى اختلاف تأثير الإرهاب على العسكريين، كونهم معرّضون دوماً وبشكل طبيعي في حياتهم العسكرية لأنّ يكونوا في عداد الجرحى أو المستشهدين عندما يطال الإرهاب ثكنات الجيش او مراكزه العسكرية، لذلك يشكّل الإرهاب بالنسبة لهم تهديداً استراتيجياً للأمن الوطني الداخلي.

 

وأشار إلى أنّ تهديدات الإرهاب المحتملة تتمثّل بـتهديدات خارجية، من خلال منظمات دولية تتخطى حدود الدولة وتنتقل إلى دول أخرى فتسعى إلى تقويض الاستقرار الأهلي وإلحاق الأذى بالمجتمع، معتبراً أنّ المجموعة الإرهابية الدولية الثانية، هي إسرائيل التي تعمل لهدف أساسي في منطقتنا العربية، وتسعى إلى خلق الخلايا الإرهابية التي تشكّل الدافع الأساسي لتفكيكها، كما تساعد وتدعم الخلايا الإرهابية في منطقتنا العربية، وهذا ما شهدناه مع فترة الربيع العربي التي حدثت مؤخّراً على مستوى المنطقة العربية، والتي ظهرت نتائجها للعلن. أمّا التهديدات الداخلية فتتمثّل من خلال الجماعات المتطرّفة التي تنتشر في كل المناطق، ويوجد في لبنان جماعات منها، واعتبر أنّ مسؤولية الدولة الحامية تكمن في تفكيك هذه الجماعات التي تعتبر في طور الإنشاء قبل أن تتمكّن من تنظيم نفسها لتقفز إلى المستوى الدولي.

 

وتناول روكز مصطلح "دورة الإرهاب" من خلال الإرهاب الذي يتخطّى الحدود والذي يطال الشعب بفئاته المختلفة، معتبراً أنّ نشر التعليم وتوعية الناس دوران أساسيان تقوم بهما الجامعة اللبنانية، يسهمان في تعزيز مناعة الشعب، وتدفعه للصمود في وجه المغريات المتعدّدة، معتبراً أنّ تنوّع هذه المغريات يكمن في لحظ حوافز أساسية تتضمن الحوافز النفسية التي تعتبر أول الحواجز الجوهرية للتصدّي لدورة الإرهاب، والحوافز الدينية لما يشكّله الدين من منفذ أساسي في مجتمعاتنا الشرقية والعربية لعمل المنظمات الإرهابية، أما عن الحوافز الثانوية فتتمحور حول الحوافز الاقتصادية المستفيدة من بؤر الفقر والحرمان الموجودة، بالإضافة إلى الاضطهاد بأشكاله المتعدّدة. كما لفت روكز إلى الظلم الاجتماعي الذي يصيب بيئات مختلفة فتصبح حاملة لمعطيات ومقدرات تساعد على خلق مجموعات إرهابيةـ أو مجموعات تتعاطى السلاح، أو أمور أخرى تقوّض أمن الدولة، وتعيق عمل المؤسّسة العسكرية.

 

وتحدّث العميد أيضاً عن دور الدول الداعمة والحامية للإرهاب والتي تتمثّل من خلال سبل متنوّعة تتراوح بين اللوجستية، والدعم من خلال الأموال، والسلاح المباشر، وغيرها من الأمور المعنوية والمادّية التي تسهم في مصلحة تقوية هذه الجماعات الإرهابية، لتسهيل عمليات تدريبها وتنظيمها، كي تصبح بطور تجهيز وتنفيذ عملياتها على نطاق واسع، فتصبح هذه الدول المدعومة دول مهدّدة، ومن الطبيعي أنها تعيش مرحلة ضغوطات أكبر لمكافحة الإرهاب في أجهزتها الأمنية والاستخباراتية. ولفت العميد الركن روكز أنّ مكافحة الإرهاب بداية لا تكون بالأمن مباشرة، بمعنى أنّها لا تتم من خلال عمليات عسكرية كتدخّل أوّلي، وإنما من خلال أجهزة المخابرات والأمن الداخلي المولجان بضبط الأمور قبل أي تدخّل من القوى العسكرية.

 

وعرض روكز لاستراتيجية الأمم المتّحدة لمكافحة الإرهاب، والمتضمنة لتدابير تطال إلزامية لمكافحة الإرهاب، كما منع الإرهاب ومكافحته، وبناء قدرات الدول على منع الإرهاب، ومكافحته وتعزيز منظومة الأمم المتحدة بخصوص الأجانب والتحقيق معهم، بالإضافة إلى التدابير الإلزامية التي تحظّر اختراق حقوق الإنسان واعتبرها البند الأهم في هذه المنظومة.

 

وأكّد على دور القوّات الخاصّة اللبنانية لمكافحة ومحاربة الإرهاب والمتمثّلة من خلال أربعة أدوار أساسية، تتوزّع بين الردع الداخلي من خلال مجموعات تدخّل تكتيكية بالرد المباشر على العمليات الإرهابية، والانتشار العملاني من خلال وجود الجيش وقوى الأمن الداخلي في كل المناطق لمراقبة الأوضاع وتلبية الحاجات والمتطلّبات التي يستوجبها أي عمل عسكري بالسرعة المطلوبة، وبناء القدرات وبرامج التدريب المستمرّة، بالإضافة إلى التواصل مع المجتمع المدني لتحضير الرأي العام للمساهمة في مكافحة الإرهاب، وهذه أهم النقاط كونها فرصة يمكن الاستفادة منها في المجتمع اللبناني لما يتمتع به من حس أمني بسبب الحروب الطويلة التي عاشتها وشهدتها المناطق اللبنانية. ونوّه بدور ما سمّاه " العيون الساهرة " من أفراد المجتمع المدني بصورة دائمة وداعمة ومساندة للجيش اللبناني والقوى الأمنية والأجهزة المخابراتية من معلومات ومخابرات وأمن عام أو أمن دولة، وبالتالي كل هذه المؤسّسات التي تتمكّن من استباق العمليات الأمنية قبل حدوثها، لافتاً إلى الدور المهم الذي قامت به في المرحلة الأخيرة مخابرات الجيش والمعلومات باستباق العمليات الإرهابية قبل حدوثها أو حتى تشكّلها.

 

أمّا بخصوص الحرب العالمية على الإرهاب، فذكّر إنّها انطلقت سنة 2001 بعد حادثة برجي التجارة العالمية في الولايات المتّحدة الأميركية، ونلحظ ونستشعر مفاعيلها بصورة دائمة، إذ وضعت آلية دولية لقطع المساعدات عن هذه المجموعات الإرهابية، لافتاً إلى مفاعيل هذه الآلية التي طالت واقعنا اللبناني بغير حق. لافتاً أنّ محاربة الإرهاب ترتكز بالدرجة الأولى على الأدوات السياسية والدبلوماسية، وتليها الأدوات الأمنية فالاجتماعية والاقتصادية والقانونية والتمويلية مستفيضاً في شرح تفصيلاتها، مشيراً إلى أهمية دور المنظمات الدولية في الحفاظ على حقوق الإنسان.

 

وتناول الدور المهم للجامعات في تعزيز عمليتي التقارب الفكري والثقافي والتفاعلي والاجتماعي بين الشباب في مختلف المناطق اللبنانية، مركّزاً على الحوار كنقطة أساسية في هذا الإطار، داعياً إلى نشر ثقافة السلام مقابل نشر ثقافة الحرب والعنف التي تشهدها مجتمعاتنا، مما يترك تبعاته الإنسانية في نفوس الأطفال ويجعلهم مهيئين للدخول في دوّامة العنف التي يُمكن أن تتحوّل في لحظة معيّنة إلى الانخراط في الجماعات الإرهابية. ولفت إلى دور الترفيه وأهميته في تأمين الراحة النفسية عبر تعزيز مساحات السلام داخل الأفراد بمختلف فئاتهم وأعمارهم، ما يجعلنا أمام أسس مساعدة في عملية مكافحة الإرهاب.  

 

وأكّد على دور المجتمع المدني الاقتصادي الذي تكمن أهميته في خلق فرص العمل من خلال الاستثمارات لتحقيق الإنماء المتوازن المفقود كون التركيز الإنمائي يطال مناطق دون غيرها، مذكّراً إنّنا سنوياً أمام 36000 متخرّج لبناني من الجامعات اللبنانية، لا يستوعب سوق العمل الداخلي أكثر من 15000 وظيفة، ويعتبر العدد الباقي مشاريع تصدير للسفر خارج البلاد، وبالتالي كل الطاقات اللبنانية هي بمثابة مشروع تصدير، ويكمن التحدّي الكبير في خلق بيئة حاضنة للاستقرار الأمني والسياسي والقانوني القضائي ومكافحة الفساد، وجميعها أمور تشجّع وتغري المستثمرين من المغتربين على توظيف أموالهم في سبيل تعزيز أوضاع الشباب، وإيجاد فرص عمل وسكن وتعليم وتوفير الطبابة وغيرها من الأمور التي تعزّز استقرار المجتمع.

 

لقد بيّن العميد روكز أهمية انخراط السيدات في العمل في مجالات متعدّدة تتراوح بين التربية وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة وحقوق الطفل والمجالات كافّة. فلقد أظهرت الدراسات أنّ نجاح المفاوضات أو المؤتمرات المتعلّقة بمكافحة الإرهاب التي تضم نساء تحظى بنسبة 35% أكبر من المفاوضات التي لا تشتمل على نساء.

 

وأنهى العميد الركن روكز كلامه معتبراً الجيش اللبناني والمجتمع المدني ركيزتين أساسيتين في مكافحة الإرهاب، مؤكّداً على أهمية تعزيز مبدأ تكاتف الشعب حول الجيش والمؤسسات العسكرية والأمنية باعتباره العنوان الأبرز والفاعل لتعزيز استقرار الأوضاع.

 

          وفي ختام العرض ناقش الحضور بعض النقاط التي أُثيرت خلال الندوة، ثمّ قدّم رئيس الجامعة البروفسور أيوب والعميدة د. مارلين حيدر نجار ورئيسة مركز الأبحاث د. مها كيال درع تكريمي للعميد الركن شامل روكز، واختتم اللقاء بشكر الحضور جميعاً وبوعد من العميدة نجار بالمزيد من اللقاءات العلمية الهادفة.

 

 

 

1236



127
414
199
415
393
آخر الأخبار 1 - 5 من 14
برز جميع الأخبار
للاتصال بالكليات
مجلة الجامعة اللبنانية
المشاريع الخارجية
شركاء
روابط مفيدة
المواصفات الفنية للتجهيزات واللوازم
بريد إلكتروني
المسؤولون عن المحتوى
مساعدة الكترونية
شروط التسجيل العامة
إنضموا الينا


جميع الحقوق محفوظة © 2024 | الجامعة اللبنانية